تُعقد ورشة العمل الأولى بين النظراء حول ريادة الأعمال هذه والتي يقوم تصميممها على فكرة أنّ قطاعي الثقافة والمجالات الإبداعية يشكّلان عنصراً من عناصر التنمية الاقتصادية البالغ في الأهمية، حتى أنّه أصبح هنالك ما يعرف ب "الصناعات الثقافية والإبداعية"، بما يسلط الضوء على وجود قدرٍ من التوافق ما بين المنظورين التجاري والفني. وقد حوّل هذا التطور قطاعي الثقافة والمجالات الإبداعية إلى أداة للتنمية الإقليمية والتخطيط الحضري كما نلاحظ في أماكن عدة حول العالم وحصل ذلك لأنّ إنتاج الثقافة واستهلاكها تغيرا بطريقة ثورية[1].

تشكل ريادة الأعمال في قطاعي الثقافة والإبداع جزءاً من هذا التوجه لأنّها تنظر إلى المهن الثقافية من منظور تجاري. تساهم المقاربة الريادية في فهم الثقافة بدعم وتعزيز تفاعل الفنون والثقافة مع سائر قطاعات الاقتصاد، ويتيح التعمّق في نقطة التلاقي هذه فرصاً وأدواراً جديدة يمكن للقطاع استغلالها. فبغضّ النظر عن كون المشروع أو المنظمة الثقافية هادفة أم غير هادفة للربح، فإن إدارتها وفقاً لنموذج الأعمال التجارية يكون أكثر كفاءة وفعالية. إضافةً إلى ذلك، لم تدرك بعد جامعات التعليم العالي والمعاهد المتخصصة قيمة قطاع الثقافة والمجالات الإبداعية، ما يتسبب بحصول الفنانين على قدرٍ قليل جداً من التدريب في مجال ريادة الأعمال أو إدارتها من أجل إنشاء مؤسساتهم الإبداعية مثلاً، هذا إن حصلوا على أي تدريب في هذا الشأن على الإطلاق.

في هذا السياق، ستتناول ورشة العمل الأسئلة التالية على مرّ الأيام الثلاث:
    •    محددات ريادة الأعمال في السياقين الاقتصادي والاجتماعي-الثقافي بشكل خاص، وكيف يُترجم ذلك عملياً – العمل الحر، ملكية المؤسسات التجارية، المنظمات الربحية وغير الربحية، المجازفة، وغير ذلك.
    •    أبرز التحديات التي يواجهها الفنانون والعاملون في القطاع الثقافي في عملهم كرواد مشروعات ثقافية.
    •    التنقل باعتباره قوة محركة لريادة المشروعات الثقافية - التنقل الدولي/الإقليمي للفنانين والإداريين والاختصاصيين في المجال الثقافي وغيرهم.
    •    تسويق المؤسسات الثقافية.

• [1] 1  "نيلسن، توبياس، "الصناعات ا بداعية – انعكاسات على السياسات الثقافية       The Creative Industries – Implications for http://kulturekonomi.se/uploads/tnielsen-culturaleconomy-ver11.pdf ،9002 أيار/مايو ،Cultural Policy